Skip to main content

الارهاب والتطرف الديني الإرهاب الإيراني بين طاجيكستان وأفغانستان

محمد السلمي
الوطن السعوديه - محمد السلمي : أي جهود دولية لمواجهة الإرهاب الإيراني يجب أن تبدأ من استهداف العمود الفقري له، ممثلا في الحرس الثوري والميليشيات المرتبطة به


كان هناك اعتقاد سائد بأن أدوات النظام الايراني في دول آسيا الوسطى مختلفة تماما عن أدواتها مع غرب آسيا. 
الاعتقاد السائد كان يتمثل في أن هناك دعما إيرانيا للأقليات الشيعية في تلك الدول، ولكن التركيز الأكبر كان على القوة الناعمة، والمشتركات الثقافية واللغوية والتاريخية.


أيضا، ندرك جيدا المواقف المنزعجة من الدور الإيراني في تلك الدول، وفقدان الثقة في طهران، وأيضا مساعي التجنيد عبر المراكز الثقافية والمنح الدراسية، ونحو ذلك. 
لكن الواقع أن الإشكال أعمق من ذلك بكثير، بل وقد فاجأت الحقائق التي كشفت مؤخرا عن جانب من جوانب العبث الإيراني في تلك الدول.


قبل أيام، بث التلفزيون الرسمي لدولة طاجيكستان التي تتحدث الفارسية -وإن كانت تكتب بالأبجدية الروسية- بث فيلما وثائقيا خطيرا عن تاريخ الدعم الإيراني للإرهاب في طاجيكستان، وتورُّط طهران في كثير من العمليات الإرهابية في البلاد منذ استقلالها، من ذلك تدريب بعض العناصر الإرهابية على السلاح، وتنفيذ الاغتيالات، واستهداف رجال الأمن والمثقفين، وتنفيذ الأجندة الإيرانية في الداخل الطاجيكي.
أيضا، يكشف هذا الفيلم الوثائقي حلقة جديدة من التنسيق بين النظام الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين.


فكما يعلم الجميع أن حزب النهضة في طاجيكستان الذي تأسس عام 1973، مبنيّ على أفكار ومبادئ وأهداف تنظيم الإخوان المسلمين. وكانت هناك محاولة لاحتواء الحزب إلا أن ذلك لم ينجح على ما يبدو، فقد صَنّفت المحكمة العليا في طاجيكستان عام 2015 حزب النهضة الإسلامية منظمةً إرهابية، ومنعت كل أنشطته، واعترضت على استضافة إيران زعيم الحزب محيي الدين كبيري، خلال فعاليات ما يسمى مؤتمر الموحدة الإسلامية بطهران 2016، ولقائه المرشد الإيراني علي خامنئي.


كذلك، يتزامن الكشف عن التورط الإيراني في العبث بأمن واستقرار طاجيكستان مع تورط إيراني جديد في الجارة أفغانستان، فقد كشفت تقارير دولية تورُّطَ النظام الإيراني في تنفيذ عمليات إرهابية في الداخل الأفغاني. 
تؤكد بعض المواقع الألمانية والأميركية أن «هناك قنوات مشتركة يتم خلالها نقل المعلومات والأموال، إضافة إلى تزويد الجماعات بالسلاح»، لا سيما أن هناك جناة إيرانيين، تم التعرف عليهم خلال عمليات إرهابية سابقة في أفغانستان.


وتشير هذه التقارير إلى عودة إيرانية قوية إلى الساحة الأفغانية من جديد، ولكن هذه المرة عبر حركة طالبان. فعلى سبيل المثال، بعد انفجار صهريج مياه الصرف الصحي أمام السفارة الألمانية في كابول في عملية انتحارية نفذها مجموعة من الإرهابيين، تداولت تقارير صحفية أن الصهريج المحمل بالمتفجرات كان يقف في مساء اليوم الذي سبق الحادثة في الشارع المجاور للسفارة الإيرانية، أي بمعنى آخر فإن من بين الجناة أحد الأعضاء التابعين لشبكة حقاني حسبما تشير التقارير، فهذه الشبكة من الجماعات المتطرفة التابعة لحركة طالبان، وتتلقى دعمها من إيران.


الجدير بالذكر هنا، أن أفغانستان ظلت مسرحا للنشاط الإيراني من دعم الإرهاب وتجارة المخدرات، وتقديم الدعم المالي واللوجيستي والاستخباراتي للتنظيمات الإرهابية النشطة هناك، علاوة على السماح للإرهابيين بالعبور عبر الأراضي الإيرانية من وإلى أفغانستان.
من يتابع تركيز النظام الإيراني على دعم الإرهاب، والعمل على زعزعة أمن واستقرار الدول، ومساعيها لتقويض الحكومات الشرعية، يجد أن القاسم المشترك في جميع هذه الأنشطة الإيرانية هو الحرس الثوري الإيراني، فهو يتولى التدريب والتأهيل والتمويل والتجنيد والتخطيط والإشراف على تنفيذ العمليات الإرهابية في الدول المستهدفة، والاستعانة في ذلك بتنظيمات مختلفة عقديا وفكريا، وبالتالي فإن أي جهود دولية لمواجهة الإرهاب الإيراني يجب أن تبدأ من استهداف العمود الفقري له، ممثلا في الحرس الثوري والميليشيات المرتبطة به، وما عدا ذلك فإن العمل سيكون مضيعة للوقت والجهد، في ظل تنامٍ خطير للنشاط الإيراني في القارة الآسيوية وخارجها.
وأخيرا، من الأهمية بمكان اتخاذ خطوات سريعة في هذا الصدد، في ظل قيام النظام الإيراني برفع المخصصات المالية السنوية للحرس الثوري، مما يعني عزمه على رفع وتيرة تدخلاته الخارجية، والاستمرار في سياسة العبث بأمن واستقرار الدول.

Comments

Popular posts from this blog

WE SHOULD LISTEN CLOSELY TO IRAN Created: 26 January 2018 Iran Maryam Rajavi NCRI PMOI/MEK Human rights Protests United States Opinion JCPOA Paris Middle East Supreme Leader of Iran, Ali Khamenei (Photo by Supreme Leader Press Office / Handout/Anadolu Agency/Getty Images) By Heshmat Alavi As the world continues to debate the recent Iranian outburst of protests, its "lack of leadership" as they claim, and the road ahead, there is no doubt in the minds of senior Iranian regime officials over who led, and continues to lead, this latest uprising that continues to rattle the very pillars of the mullahs' rule.Iran’s Supreme Leader Ali Khamenei made his thoughts crystal clear.“The incidents were organized” and carried out by the Iranian opposition People's Mojahedin Organization of Iran (PMOI/MEK), he said although using a different term. “The [MEK] had prepared for this months ago” and “the [MEK’s] media outlets had called for it.” The MEK is best known ...

French FM Visits Iran to Talk Ballistic Missiles and Syria

French FM Visits Iran to Talk Ballistic Missiles and Syria05 March 2018 Iran Focus London, 05 Mar - The French foreign minister Jean-Yves Le Drian, has arrived in Iran to talk with the country's president Hassan Rouhani, Ali Shamkhani, the secretary of Iran's Supreme National Security Council and the Iranian foreign minister Mohammad Javad Zarif, according to Iranian state TV. Talks are expected to focus on Iran’s involvement in the Syrian Civil war and Iran's ballistic missile program, which both Le Drian and French President Emmanuel Macron have criticized Iran's missile program in recent weeks, with Le Drian stating that Iran's ballistic missile capacity worried France “enormously". In response to Iranian claims that their ballistic missile program is peaceful, Le Drian said: "Having such tools is not uniquely defensive, given the distance they can reach." The French Foreign Ministry even issued a statement ahead of the trip, which said Le Drian ...
THE MAGAZINE: From the August 21 Issue Tortured by 'Moderates' Iran's dissidents deserve a hearing AUG 21, 2017 | By KELLY JANE TORRANCE Shabnam Madadzadeh, her brother Farzad, and Arash Mohammadi. Photo credit: KELLY JANE TORRANCE / THE WEEKLY STANDARD Hassan Rouhani was sworn in for his second term as president of Iran on August 5, surrounded by fresh flowers, fervent followers, and around 500 foreign officials. Representatives of the United Kingdom, France, the United Nations, and the Vatican rubbed shoulders with the Syrian prime minister, Hezbollah second-in-command Naim Qassem, Palestinian Islamic Jihad leader and FBI Most Wanted Terrorists list member Ramadan Abdullah Shallah, and murderous Zimbabwean dictator Robert Mugabe. The Westerners didn’t seem uncomfortable in such company; indeed, European Union foreign policy chief Federica Mogherini was described as the star of the show after Iranian members of parliament elbowed through the crowd to take selfies with the...