Skip to main content

ازدواجية الملالي


سالم الكتبي

سالم الكتبي

ايلاف
15/8/2017

بقلم: سالم الكتبي
 
رغم أن كلمة 'الحوار' قد وردت مرات عدة في خطاب 'التنصيب' للولاية الرئاسية الثانية للرئيس الإيراني حسن روحاني، ورغم محاولات تجميل وجه النظام والسعي لإظهار حسن نواياه تجاه المنطقة والعالم، فإن سلوكيات الملالي وممارساتهم على أرض الواقع تفضحهم وتبوح بما تكنه صدورهم من غل وحقد تجاه دول الجوار تحديداً.
قبل أيام قلائل من خطاب الرئيس الإيراني، كان مرشده الأعلى يحرض بشكل سافر الحجاج الإيرانيين المغادرين إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية لما وصفه بـ'إعلان موقف من الحضور الأمريكي في المنطقة'!
هذا الحديث المتهافت يفضح وجود مؤامرة إيرانية مكتملة المعالم للزج بالسياسة في شعائر الحج، وتكرار ما يوصف بمظاهرات ومسيرات توصف بأنها ' إعلان البراءة'، وهي ممارسات لا علاقة لها بالحج وطقوسه الدينية والروحية المتعارف عليها في الفقه الإسلامي، ولكنها بدعة سياسية ابتدعها الملالي لتعكير صفو موسم الحج، واستغلاله في ممارسة 'شعائر سياسية' لا دينية!
يدرك الجميع أن وفود الحجيج الإيرانيين تعج بعناصر الاستخبارات والحرس الثوري، فالموسم بالنسبة للملالي، مناسبة سياسية تستغل أقصى استغلال في الظروف العادية، ولذا فإن من الضروري التعامل بجدية مع توجيهات خامنئي ودعوته الصريحة لإعلان موقف سياسي خلال الحج، بل اعتبر أن شعيرة الحج ' المكان الأنسب لإعلان الآراء والمواقف' وأنها 'فرصة لإعلان الموقف حول الموضوعات المتفق عليها في الأمة الإسلامية'!
كما ربط خامنئي الحج بالتوتر الذي شهدته القدس مؤخراً، قائلا إنه 'لا يوجد مكان أفضل من بيت الله الحرام ومكة والمدينة وعرفات ومشعر منى، لإعلان الموقف والآراء حول قضية فلسطين والأقصى'، حسناً ياسيد خامنئي فالقدس عنوانها معروف على الخارطة، وأنت وكل رفاقك الملالي تتباهون ليل نهار بامتلاك ترسانة صاروخية متعددة الأمدية وقادرون على تحويل أرض أعدائكم إلى جحيم، فهل ضللتم العنوان وترون أن 'الرد' على مايحدث في القدس يكون في 'مكة'؟! فلتبادروا بإطلاق شظية واحدة على الجيش الإسرائيلي الذي أغلق مداخل القدس الشريف كي نثق في جدية غضبكم ومزاعمكم بشأن الدفاع عن الأقصى!
أثق تماماً أنكم لن تفعلوا ذلك لسبب بسيط هو أنكم لا تمتلكون سوى تجارة بائرة وبضاعة دعائية تالفة ترددونها كي يصدقكم البلهاء والسذج، فتوازنات القوى مع إسرائيل وحليفها الولايات المتحدة لا ترهبكم بمفردها، بل أنتم بالأساس مسكونون بالعداء لدول الجوار وليس بينكم وبين إسرائيل ضغائن من أي نوع، والقدس والأقصى ليسا سوى مجرد شعارات ولافتات تجذبون بها الأنظار لتغطية اطماعكم التوسعية الفارسية، التي لا علاقة لها بالدين أو المقدسات!
يغامر خامنئي مجدداً بالدخول في منطقة خطرة وحساسة في علاقات إيران مع المملكة العربية السعودية، وبدلاً من أن يتصرف كقائد ورجل دولة بحكمة وعقلانية تعيد للعلاقات صفوها أو على الأقل تجنبها المزيد من التوتر، فإنه يتصرف كطائش مغامر ويحرض الحجاج على التظاهر أثناء موسم الحج وهو يدرك تماماً عواقب هذا السلوك وما يمكن أن يؤدي إليه من صدامات سواء بين الحجيج، أو بين المتظاهرين الإيرانيين وقوات حفظ النظام السعودية، التي تعمل على تأمين الموسم والحفاظ على سلامة الحجيج وأمنهم.
سبق للملالي أن قاموا بالتحريض على التظاهر خلال مواسم الحج المختلفة، وأشهرها ما حدث عام 1987، حينما قام الإيرانيون بتنظيم مظاهرات، وأعمال شغب ضد الحجاج
حاملين لافتات وشعارات دينية وتسبب هذا السلوك المشين في الحادثة الشهيرة عن مقتل الكثيرين جراء انفلات المتظاهرين الإيرانيين وتعمدهم إحداث الاضطرابات وارتكاب أعمال العنف خلال موسم الحج.
الواضح من الشواهد أن الملالي يشعرون بالذعر جراء سياسات الرئيس ترامب، ويخشون استهداف النظام الإيراني، الذي يمضي بخطى عمياء وراء تنفيذ سيناريو كوريا الشمالية، ولا يفرق في المعطيات الاستراتيجية وبيئة الصراع بين ظروف بلاده وظروف بيونج يانج.
أدرك أن كل الحيل والالاعيب التي يخطط لها الملالي لا هدف لها سوى إحراج السلطات السعودية، ومراكمة المزيد من الأحداث الدموية لاستغلالها في الدعوة للفكرة المزمنة التي تسكن عقول الملالي، وهي فكرة تدويل إدارة الحج، فالملالي يعرفون أن عودة الحجاج الإيرانيين هذا العام حساسة، بعد ارتكابهم جريمة التزاحم وقتل الحجاج قبل نحو عامين، وقد اقر بذلك قاضي عسكر، ممثل خامنئي، في منظمة الحج الإيرانية، حيث وصف عودة الإيرانيين إلى موسم الحج لهذا العام بالحساسة، واتهم الرجل نفسه خلال شهر مايو الماضي وسائل إعلام إيرانية بنشر مواد 'مسمومة ضد الحج'، وقال في حوار تلفزيوني إن بعض المواد المنشورة تهدف إلى منع الإيرانيين من التوجه إلى الحج، مضيفا أن 'كثيرا ممن القضايا المطروحة حول الحج على الإنترنت غير صحيحة، ويجب على الناس تجاهلها'، وصدرت هذه التصريحات على خلفية سجال داخلي بين منظمة الحج الإيرانية ولجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، لاسيما بعد أن شكك بعض النواب في إجراءات منظمة الحج الإيرانية!!
نوايا ملالي إيران تبدو محملة بمزيد من الشر والسوء خلال موسم الحج المقبل، ونأمل أن يراجع هؤلاء أنفسهم وأن يدركوا أن المنطقة لا تتحمل المزيد من العبث
والمؤامرات، وأن نظامهم الهش سيكون الخاسر الأول في كل ما يحيكونه من تدابير!

Comments

Popular posts from this blog

French FM Visits Iran to Talk Ballistic Missiles and Syria

French FM Visits Iran to Talk Ballistic Missiles and Syria05 March 2018 Iran Focus London, 05 Mar - The French foreign minister Jean-Yves Le Drian, has arrived in Iran to talk with the country's president Hassan Rouhani, Ali Shamkhani, the secretary of Iran's Supreme National Security Council and the Iranian foreign minister Mohammad Javad Zarif, according to Iranian state TV. Talks are expected to focus on Iran’s involvement in the Syrian Civil war and Iran's ballistic missile program, which both Le Drian and French President Emmanuel Macron have criticized Iran's missile program in recent weeks, with Le Drian stating that Iran's ballistic missile capacity worried France “enormously". In response to Iranian claims that their ballistic missile program is peaceful, Le Drian said: "Having such tools is not uniquely defensive, given the distance they can reach." The French Foreign Ministry even issued a statement ahead of the trip, which said Le Drian ...

استمرار جنایات جنگی بشار اسد در غوطه شرقی با همدستی رژیم آخ

استمرار جنایات جنگی بشار اسد در غوطه شرقی با همدستی رژیم آخوندی چهارشنبه, 23 اسفند 1396 آمریکا از شورای امنیت خواهان تصویب یک قطعنامه جدید برای برقراری آتش‌بس فوری در دمشق و غوطه شرقی شد. در جلسه شورای امنیت، نیکی هیلی سفیر آمریکا با یادآوری حملات موشکی به پایگاه نظامی اسد در پاسخ به جنایت شیمیایی در خان شیخون هشدار داد که اگر شورای امنیت نتواند در رابطه با وضعیت سوریه دست به عمل بزند، ایالات متحده اقدام خواهد کرد. نیکی هیلی تأکید کرد: «ما به هر کشوری که مصمم باشد خواست خود را از طریق حملات شیمیایی و درد و رنج انسانی اعمال کند و به ویژه به رژیم سوریه هشدار می‌دهیم که ایالات متحده آماده است که دست به عمل بزند. این مسیر مرجح ما نیست، اما نشان داده‌ایم که آماده‌ایم بار دیگر آن‌را در پیش بگیریم». وی با اعلام این‌که آتش‌بس قبلی شکست خورده است گفت که در قطعنامه جدید ارائه‌شده از سوی آمریکا، شکاف‌های قطعنامه قبلی وجود ندارد و نمی‌توان تحت عنوان مبارزهآسوشیتدپرس با تروریست‌ها از آن سوءاستفاده کرد. با ادامه حملات جنایتکارانه رژیم اسد با پشتیبانی تمام‌عیار حکومت آخوندی به مردم تحت محاصره غوطه ...

Regime Change Is Only Way to Stop Iran Proxies in Iraq

Regime Change Is Only Way to Stop Iran Proxies in Iraq Saturday, 24 February 2018 07:57 NCRI Staff NCRI - When Iraqi Grand Ayatollah Ali al-Sistani issued a fatwa calling on all able-bodied Iraqis to defend their country against ISIS, a 100,000-strong fighting force, known as the Popular Mobilization Forces (PMF), emerged. The PMF was made up of multiple volunteer Shiite militia groups that filled the void left by the collapsed Iraqi army, but some of these groups hid a dangerous sponsor: Iran. While all PMF militias are technically under Iraqi control, those Iran-aligned groups still answer to the Iranian Regime and, as such, have done real damage to the safety and security of Iraq in order to expand Iranian influence in the country. In fact, the Iran-backed PMF forces, who have been working in Iraq since the fall of the Baath regime, may even have been responsible for sectarian atrocities that laid the groundwork for ISIS and the 2006 war between Arab Sunnis and Shiites. They hav...