فلاح هادي الجنابي -الحوار المتمدن: بعد فاصل تمثيلي مفضوح من جانب الملا روحاني قبل و أثناء مسرحية الانتخابات المزيفة بشأن إختلافه مع المرشد الاعلى و المتشددين في النظام الايراني،
وبعد أن أکد بأنه سيعمل على تطبيق وثيقة 2030 لليونسكو، والتي أعلن خامنئي رفضه القاطع لها، وبعد أن أعلن روحاني"بعد إنتخابه" من إنه سيضع تلك الوثيقة في جدول أعمال مجلس الثورة الثقافية ويدافع بقوة عن الإطار الثقافي للنظام، وهو مايعني خنوعه للمرشد الاعلى و إسدال الستارة على فاصل تأکيده على تطبيق تلك الوثيقة، فإن العالم صار مرة أخرى أمام حقيقة و واقع مزاعم الاعتدال و الاصلاح في إيران خصوصا بعد أن تفاقمت المشاکل و توسعت دائرتها من دون أن يکون هناك أي تحرك بإتجاه معالجتها و إيجاد حلول لها.
هذا الموقف الذي يٶکد و بکل جلاء ماقد أکدناه مرارا على کذب الاصلاح و الاعتدال في ظل نظام الملالي ومن إن الملا روحاني و غيره من المسٶولين لايملکون من الامر شيئا فکل الامور و السلطات منحصرة بيد المرشد الاعلى وهو الذي بيده القرار الحاسم، وإن الملا روحاني الذي زعم قبل و أثناء الانتخابات عن عن عزمه على تطبيق شعاراته البراقة ولاسيما تلك التي تکفل الحريات و ترفع الغبن و القيود غير العادية عن المرأة، جاء قراره هذا ليثبت للعالم کله کذب و زيف مزاعمه ومن إنه ليس إلا إمتدادا للنظام بل وحتى إن تأکيد روحاني على التمسك بتطوير الصواريخ و إستمرار التدخلات في دول المنطقة، قد جاء أيضا بمثابة تأکيد على عدم خروجه على الخطوط الاساسية للنظام.
الاعتدال المزعوم الذي يدعيه روحاني، تدحضه و تفنده ماقد تم خلال ولايته الاولى من ممارسات و إجراءات و ماتم سنه من قوانين و أنظمة تقوي من شوکة التطرف للنظام و تسلب المزيد من الحقوق لمختلف شرائح الشعب الايراني ولاسيما المرأة، ومن الواضح يجب إنتظار المزيد و المزيد من القرارات و الاجراءات القمعية الاخرى من جانب روحاني، خصوصا وإن النظام يعيش حالة من العزلة و لديه هاجس الخوف من إندلاع الانتفاضة ضده في أية لحظة.
التأريخ الاسود الحافل للملا روحاني من حيث خدمته للنظام و کونه أحد مسٶوليها الاوفياء ولاسيما أثناء إنتفاضة عام 2009، التي لعب دورا مشبوها فيها وتلطخت أياديه بدماء أبناء الشعب الايراني المنتفضين ضد النظام، هذا التأريخ و کذلك ماقد جرى في عهده منذ آب 2013، وحتى يومنا هذا من ممارسات و إنتهاکات واسعة النطاق، يجعل من روحاني غير جديرا بأن يکون حاملا للواء الاعتدال و الاصلاح اللذان هما بريئان منه براءة الذئب من دم يوسف.
الملا روحاني الذي طالما حذرت المقاومة الايرانية منه و دعت العالم الى عدم الانبهار و الانخداع بشعاراته الکاذبة و المخادعة، هو جزء لايتجزء من هذا النظام وإن الهدف الاساسي الذي يعمل من أجله هو إنقاذ النظام و دفع الاخطار عنه و السعي من أجل عبوره من هذه المرحلة الخطرة التي قد يسقط فيها في أية لحظة.
Comments
Post a Comment